درس وصف جهنم(منقول) اعاذني الله واياكم منها
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأصلي وأسلم على حبيبنا وقدوتنا نبينا محمد عليه افضل الصلاه وأتم التسليم وبعد .
قال الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون"
أن الأعمال الصالحة و الإخلاص فيها مع الإيمان موصلة إلى الجنان و مباعدة من النيران
عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ، إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار قال كعب الأحبار : إن في النار لبئراً ما فتحت أبوابها بعد مغلقة ما جاء على جهنم منذ خلقها الله تعالى إلا تستعيذ بالله من شر ما في تلك البئر مخافة إذا فتحت تلك البئر أن يكون فيها من عذاب الله ما لا طاقة لها به و لا صبر لها عليه ، و هي الدرك الأسفل من النار .
ذكر عن بعض أهل العلم في قول الله تعالى : لكل باب منهم جزء مقسوم قال : من الكفار و المنافقين و الشياطين و بين الباب و الباب خمسمائة عام .
فالباب الأول : يسمى جهنم لأنه يتجهم في وجوه الرجال و النساء فيأكل لحومهم و هو أهون عذاباً من غيره .
و الباب الثاني : يقال له لظى نزاعة للشوى . يقول أكله اليدان و الرجلان . تدعو من أدبر عن التوحيد و تولى عما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم .
و الباب الثالث : يقال له سقر ، و إنما سمي سقر لأنه يأكل اللحم دون العظم .
الباب الرابع : يقال لها الحطمة ، فقال قال الله تعالى : و ما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة تحطم العظام و تحرق الأفئدة ، قال الله تعالى : التي تطلع على الأفئدة تأخذه النار من قدميه و تطلع على فؤاده و ترمي بشرر كالقصر ، كما قال تعالى : إنها ترمي بشرر كالقصر * كأنه جمالة صفر الآية يعني سوداً فتطلع الشرر إلى السماء ثم تنزل فتحرق وجوههم و أيديهم و أبدانهم فيبكون الدمع حتى ينفد ، ثم يبكون الدماء ، ثم يبكون القيح حتى ينفد القيح حتى لو أن السفن أرسلت تجري فيما خرج من أعينهم لجرت .
و الباب الخامس : يقال له الجحيم ، و إنما سمي جحيماً لأنه عظيم الجمرة ، الجمرة الواحدة أعظم من الدنيا .
اعاذني الله واياكم منها .
و الباب السادس : يقال له السعير ، و إنما سمي السعير لأنه يسعر بهم و لم يطف منذ خلق فيه ثلاثمائة قصر ، في كل قصر ثلاثمائة بيت ، في كل بيت ثلاثمائة لون من العذاب ، و فيه الحيات و العقارب و القيود و السلاسل و الأغلال ، و فيه جب الحزن ليس في النار عذاب أشد منه إذا فتح باب الجب حزن أهل النار حزناً شديداً .
و الباب السابع : يقال له الهاوية من وقع فيه لم يخرج منه أبداً ، و فيه بئر الهبهاب و ذلك قوله تعالى : كلما خبت زدناهم سعيراً إذا فتح الهبهاب يخرج منه نار تستعيذ منه النار ، و فيه الذين قال الله تعالى : سأرهقه صعوداً أو هو جبل من نار يوضع أعداء الله على وجوههم على ذلك الجبل مغلولة أيديهم إلى أعناقهم مجموعة أعناقهم إلى أقدامهم ، و الزبانية وقوف على رؤوسهم بأيديهم مقامع من حديد إذا ضرب أحدهم بالمقمعة ضربة سمع صوتها الثقلان .
و أبواب النار : حديد . فرشها الشوك غشاوتها الظلمة أرضها نحاس و رصاص و زجاج . النار من فوقهم و النار من تحتهم لهم من فوقهم ظلل من النار و من تحتهم ظلل ، أوقد عليها ألف عام حتى احمرت و ألف عام حتى ابيضت و ألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة مدلهمة مظلمة قد مزجت بغضب الله . ذكره القتبي في عيون الأخبار .
و ذكر ابن عباس أن جهنم سوداء مظلمة لا ضوء لها و لا لهب ، و هي كما قال الله تعالى لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم على كل باب سبعون ألف جبل ، في كل جبل سبعون ألف شعب من النار ، في كل شعب سبعون ألف شق من النار ، في كل شق سبعون ألف واد ، في كل واد سبعون ألف قصر من نار ، في كل قصر سبعون ألف بيت من نار ، في كل بيت سبعون ألف قلة من سم ، فإذا كان يوم القيامة كشف عنها الغطاء فيطير منها سرادق عن يمين الناس و آخر عن شمالهم ، و سرادق أمامهم ، و سرادق فوقهم و آخر من ورائهم ، فإذا نظر الثقلان إلى ذلك جثوا على ركبهم و كل ينادي رب سلم رب سلم .
و قال وهب بن منبه : بين كل بابين مسيرة سبعين سنة كل باب أشد حراً من الذي فوقه بسبعين ضعفاً ، و يقال ، إن لجهنم سبعة أبواب لكل باب منها سبعون وادياً قعر كل واد منها سبعون عام ، لكل واد منها سبعون ألف شعب في كل شعب منها سبعون ألف مغارة ، في جوف كل مغارة سبعون ألف شق ، في كل شق منها سبعون ألف ثعبان ، في شدق كل ثعبان سبعون ألف عقرب ، لكل عقرب منها سبعون ألف فقارة ، في كل فقارة منها قلة سم لا ينتهي الكافر و لا المنافق حتى يواقع ذلك كله .
ذكره ابن وهب في كتاب الأهوال له ،وهو مرفوع، و ذكر أبو حامد في كتاب كشف علوم الآخرة أنهم يأتون بها تمشي على أربع قوائم و تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك بيد كل واحد حلقة لو جمع حديد الدنيا كله ما عدل منها بحلقة واحدة على كل حلقة سبعون ألف زبني لو أمر زبني منهم أن يدك الجبال لدكها و أن يهد الأرض لهداها ، و أنها إذا انفلتت من أيديهم لم يقدروا على إمساكها لعظم شأنها ، فيجثو كل من في الموقف على الركب حتى المرسلون ، و يتعلق إبراهيم و موسى و عيسى بالعرش . هذا قد نسي الذبيح و هذا قد نسي هارون و هذا قد نسي مريم عليهم السلام و كل واحد منهم يقول : نفسي نفسي لا أسألك اليوم غيرها إلا نبينا حبيبنا محمد يقول أمتي أمتي سلمها يا رب و نجها يا رب و ليس في الموقف من تحمله ركبتاه و هو قوله تعالى : و ترى كل أمة جاثية الآية و عند تفلتها تكبو من الغيظ و الحنق و هو قوله تعالى : إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً و زفيراً أي تعظيماً لغيظها و حنقها يقول الله تعالى : تكاد تميز من الغيظ أي تكاد تنشق نصفين من شدة غيظها ، فيقول رسول الله صلى الله عليه و سلم بأمر الله تعالى و يأخذ بخطامها و يقول ارجعي مدحورة إلى خلقك حتى يأتيك أهلك أفواجاً فتقول : خلي سبيلي فإنك يا محمد حرام علي ، فينادي مناد من سرادقات العرش اسمعي منه و أطيعي له ، ثم تجذب و تجعل عن شمال العرش و يتحدث أهل الموقف بجذبها فيخف وجلهم و هو قوله تعالى : و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين و هناك تنصب الموازين على ما تقدم و الله تعالى أعلم...أعاذني الله وإياكم من حرها ومن سكنها ***